AASHTAR MAGAZINE- the temple of all magazines

أيام سوداء كثيرة مضت، عاش خلالها الشعب اللبناني معاناة كبيرة وتكبد خسائر فاحشة في الأرواح والممتلكات، لكنه كان يتخطى كل ذلك وينهض ليكمل مسيرته في الحياة، محافظا بذلك على إستمراريته كشعب واحد يناضل في سبيل وحدة هذا الوطن، والفضل الأكبر في ذلك كله كان بفضل القيمين على الدولة في تلك الآونة بحيث كانت همومهم موجهة نحو هدف واحد وهو تأمين إستمرارية هذا الشعب والحفاط على وحدته في وجه الضغوطات الأجنبية وضد أي محتل أجنبي.

أما اليوم، فلا يمكننا إلا أن نتأسف على الأيام الخوالي وعلى المبادئ التي يتنكرها أصحاب السلطة، فهذا الشعب قد أصبحت معاناته تعد بأضعاف وأضعاف ما كانت عليه خلال سنين الحرب، إذ أن الولايات الداخلية قد أصبحت أكثر من الولايات الخارجية، فأصحاب السلطة والقيمين للأسف في هذه الدولة أصبحت أطماعهم كبيرة. فهم لا يتعاطون إلا بالرشوات ولا يهتمون إلا للمال الذي سوف يتكدس في حساباتهم المصرفية إن هم غضوا الطرف عن الفساد، وكذلك إهتمامهم بالمناصب التي سيرتقون إليها إن هم قبلوا بالإنصياع إلى الأوامر الخارجية المناقضة والمذلة لسياسة هذا البلد. فأصبح الشعب تعيس وبائس مهمل وليس من يسأل عنه أو يرعى مصالحه الإقتصادية والإجتماعية ولا حتى الإنسانية، وإذا وجد من يدافع عنه ويطالب بحقوقه أو بالمعنى الأصح من ينادي بالعدالة الإجتماعية لهذا الشعب فيوجد دائما من يتربص
له ويبعده عن الطريق ليتمكن من متابعة مشواره الإجرامي في حق هذا الشعب.
إن اليأس قد أخذ يتملك نفوس المواطنين، وكذلك الحيرة من البقاء في هذا الوطن، ففي ظل هذه الظروف أصبحنا لا نأمل بتحقيق أي مستقبل لنا أو لأولادنا من بعدنا. فمن كان محظوظا هاجر مع عائلته إلى بلاد يمكن ان يكون فيها قيمة إنسانية، وإلا فسيبقى في هذا البلد يعاني ويعاني ويعيش في الخوف الدائم تارة من الجوع وتارة من الموت إغتيالاً بالنار، وفي كلا الحالتين هو مهدد بالإغتيال الدائم! ...

جورجيت الخوري


Today people of Lebanon are suffering ... Before their lives were protected by Lebanese rulers but now they feel really down and hopeless because politicians in the country run for their own benefit even quarrel to reach what they want, so Lebanese people are in lack for Freedom...